حضر الحفل مفتي جمهورية كوسوفا رئيس المشيخة الإسلامية الشيخ نعيم ترنافا، والملحق الديني بسفارة المملكة في البوسنة والهرسك فضيلة الشيخ عامر بن بنوان العنزي، إلى جانب عدد من المفتين، وأعضاء لجنة التحكيم، وشخصيات دينية ورسمية من دول البلقان وأوروبا. واستُهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة ألقاها فضيلة الملحق الديني بسفارة المملكة في البوسنة والهرسك، الشيخ عامر بن بنوان العنزي رحب فيها بالحضور، معبّراً عن سعادته بانطلاق التصفيات النهائية للمسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم في دول البلقان، في نسختها الثالثة، والتي تهدف إلى تشجيع أبناء المسلمين في المنطقة على حفظ كتاب الله وتلاوته وتجويده.

 وأكد فضيلته أن المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله – قد شرفها الله بخدمة كتابه العزيز، من خلال العناية بطباعته ونشره وتعليمه، وتنظيم المسابقات المحلية والدولية، التي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بتوجيهات ومتابعة معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ.

وأوضح أن هذه المسابقات تسهم في ترسيخ القيم الإسلامية في نفوس الأجيال، وتعزيز التنافس الشريف في حفظ القرآن وتدبر معانيه، انطلاقاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلّمه)، مؤكداً أن اجتماع هذه النخبة من الحفّاظ والمتسابقين من مختلف دول البلقان وأوروبا يُجسد وحدة القلوب حول كتاب الله، ويمنح الأمل في مستقبل مشرق تصنعه الأجيال على نور الهداية واليقين. 

وفي ختام كلمته، رفع فضيلته أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله – على ما يوليانه من رعاية واهتمام بخدمة كتاب الله الكريم، كما توجه بالشكر لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ على متابعته واهتمامه المباشر بهذه المسابقة، وحرصه على إيصال رسالة المملكة الخيّرة إلى شعوب العالم، كما تقدم بالشكر لرئيس المشيخة الإسلامية في كوسوفا، مفتي عام الجمهورية الشيخ نعيم ترنافا، على جهوده الكبيرة وتوجيهه لكوادر المشيخة لتسهيل أعمال تنظيم المسابقة. من جهته، ألقى مفتي جمهورية كوسوفا ورئيس المشيخة الإسلامية، الشيخ نعيم ترنافا، كلمة عبّر فيها عن شكره لله تعالى على استضافة هذا الحدث القرآني الكبير في كوسوفا، مؤكداً أن هذه المسابقة تمثل ما هو أبعد من مجرد فعالية دينية، فهي احتفال بالهوية والوحدة الإسلامية، وتجسيد حي لقيم القرآن الكريم التي تدعو إلى العدل والرحمة والسلام.

وأشار إلى أن حفظ القرآن وتلاوته ليس فقط شرفًا، بل مسؤولية تتطلب الإخلاص والتفاني والمحبة لكلام الله، لافتًا إلى أن المتسابقين اليوم يمثلون قدوةً لأبناء الأمة، وسفراء لقيم القرآن، ومصدر إلهام لجيل يحمل النور في مواجهة التحديات. كما أعرب عن بالغ امتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله - ، على الدعم المستمر لكوسوفا في مختلف المجالات، وعلى رعاية المملكة لهذه المسابقة المباركة. 

وخص بالشكر معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ على ما بذله من جهود مباركة في دعم المشيخة الإسلامية وتنظيم هذه المسابقة، كما أشاد بتعاون مسؤولي الوزارة وجاهزيتهم العالية في تقديم هذا النموذج المشرف من الشراكة الأخوية. 

عقب ذلك، انطلقت التصفيات النهائية للمسابقة، حيث باشرت لجنة التحكيم أعمالها في الاستماع لتلاوات المتسابقين والمتسابقات من مختلف الدول، وفق المعايير المعتمدة في الحفظ والتجويد وجودة الأداء، وسط أجواء روحانية وتنافسية عالية. 

وتَشارك في التصفيات النهائية 142 متسابقًا ومتسابقة من 22 دولة أوروبية، يتنافسون في خمسة فروع، وتستمر فعالياتها حتى 11 مايو الجاري، بميزانية إجمالية تُقدّر بـ1.2 مليون ريال، ما يعكس حجم العناية التي توليها المملكة لحَفَظة كتاب الله حول العالم.​