وشهد المؤتمر تشريفًا رسميًا من فضيلة الشيخ بدر بن ناصر العنزي، الملحق الديني بسفارة المملكة في نيودلهي، الذي افتتح المؤتمر بكلمة توجيهية استهلها بذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله، ومنهم شاب نشأ في طاعة الله، وأكد فضيلته أن هذا المؤتمر يلامس هذا المعنى النبوي العظيم من خلال سعيه لتربية الجيل الناشئ على الطاعة والقيم الإسلامية.

 وأشار إلى أهمية المؤتمر في زمن كثرت فيه التحديات التي تواجه الشباب، معبراً عن شكره العميق للقائمين على التنظيم والتنسيق، ومشيدًا بالوعي الدعوي الناضج والجهد المؤسسي المتميز الذي شهده، واختتم كلمته بحمد الله وشكر وولاة الأمور بالمملكة العربية السعودية على جهودهم في رعاية شؤون المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، مؤكداً أن مشاركة الملحقية الدينية تأتي امتدادًا لهذا النهج المبارك.

 وحضر المؤتمر عدد من الشخصيات السياسية والفكرية البارزة، من بينهم إي. تي. محمد بشير، عضو البرلمان الهندي، ونجيب كانتابورام، عضو المجلس التشريعي لحكومة كيرالا، وقد ترأس الجلسات العامة فضيلة الشيخ عبد اللطيف المدني، رئيس الجمعية، فيما ألقى المحاضرة الرئيسية فضيلة الشيخ كنهي محمد بارابور المدني، مترجم القرآن الكريم ونائب رئيس الجمعية. 

 وشارك في المؤتمر عدد كبير من العلماء والدعاة والأساتذة، منهم الشيخ تي. كي. أشرف، الأمين العام للجمعية، والشيخ فيصل بن أحمد، مدير جامعة الهند الإسلامية، والشيخ أرشد الحكمي، رئيس جناح الطلبة، والأستاذ محمد شميل، الأمين العام لجناح الطلبة، إضافة إلى الدكتور شهاباس كي.

 عباس، الدكتور عبد الله باسل، الأستاذ صفوان برامي الحكمي، الأستاذ تاج الدين الصلاحي، والأستاذ تي. كي. نشاد السلفي وغيرهم. وأكد المشاركون في المحاضرات والورش أهمية مواجهة التحديات الاجتماعية والأخلاقية التي يمر بها الشباب، والحفاظ على الهوية الإسلامية وسط متغيرات العصر، مشددين على ضرورة ترسيخ القيم والمبادئ الإسلامية في الجيل الناشئ. ولم يكن المؤتمر حدثًا عفويًا، بل جاء نتيجة جهود تحضيرية طويلة استمرت منذ الإعلان عنه في 25 أغسطس 2024، حيث نفذت الجمعية عشرات الفعاليات التحضيرية والحملات الترويجية، منها مؤتمر دعوي لطلبة التخصصات الطبية، وحملات توعية بمخاطر المخدرات، ومؤتمر دعوي دولي باللغة الإنجليزية، ومؤتمرات داخل الجامعات والكليات والمجمعات التعليمية، ومسابقات قرآنية وثقافية، ومهرجانات طلابية، ولقاءات علمية وجلسات توعوية، ومعسكرات توجيهية صيفية. وساهم هذا التمهيد الاستراتيجي في بناء قاعدة صلبة من الطلاب المهتمين بالدعوة والعلوم الشرعية، وأعطى المؤتمر زخماً قوياً ليخرج بصورة تليق بمكانته، كما حظي المؤتمر بدعم لوجستي وتنظيم احترافي، أسهم في نجاحه بصورة مشرفة تعكس رسالة الجمعية وأهدافها النبيلة، كما حصل على تغطية إعلامية واسعة من الصحف والمنصات الرقمية، ما جعله حدثًا بارزًا على مستوى ولاية كيرالا والهند عمومًا. 

 وفي ختام المؤتمر، تقدمت جمعية الحكمة الإسلامية بخالص الشكر والتقدير لفضيلة الشيخ بدر بن ناصر البجيدي العنزي، الملحق الديني بسفارة المملكة بنيودلهي، على تشريفه وافتتاحه المؤتمر وكلمته التوجيهية القيمة، وللسفارة السعودية بنيودلهي على دعمها المستمر. 

 كما عبرت الجمعية عن بالغ امتنانها لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، ومعالي وزيرها الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، على جهودهم الكبيرة في دعم العمل الإسلامي المعتدل في العالم، والعمل الدؤوب على خدمة الإسلام والمسلمين تحت قيادة حكيمة ورشيدة. واختتم المؤتمر بالتأكيد على أن هذه الفعالية تعد محطة مهمة في مسيرة العمل الدعوي الطلابي في الهند، ومصدر أمل لانطلاق المزيد من البرامج التي تعزز الوعي والقيم الإسلامية في نفوس شباب الأمة.​