المؤتمر الدولي الـ 33 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية يختتم أعماله .. أمسMOIA30/صفر/1444MOIAالإدارة العامة للإعلام والإتصال المؤسسياختتم المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، يوم أمس، أعماله بإصدار البيان الختامي للمؤتمر الذي تضمن "وثيقة القاهرة لتعزيز ثقافة الاجتهاد"، إضافة إلى توصيات أخرى تتعلق بالأمور المالية والبيئية من وجهة نظر الشرع الإسلامي. المؤتمر الذي عقد تحت شعار (الاجتهاد ضرورة العصر)، تبنى بالإجماع جميع النقاط التي أكدت عليها كلمة المملكة، التي ألقاها معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ رئيس وفد المملكة بالمؤتمر، حيث أجمع المشاركون على إصدار وثيقة القاهرة لتعزيز ثقافة الاجتهاد، والتي تضمنت عدة عناوين رئيسية كان أبرزها التأكيد على ضرورة الاجتهاد في عصرنا هذا وفي كل عصر، ضمن ضوابط شرعية محددة وشروط معينة يجب أن تتوفر في المجتهد، من أهمها الخبرة والتخصص في العلوم الشرعية وفهم أصول وقواعد ومالات الأمور ومقاصدها. وأوصت وثيقة القاهرة بإرساء وترسيخ قواعد الاجتهاد وضوابطه، وخاصة الاجتهاد الجماعي في القضايا الحياتية المستجدة، التي تتطلب الفتوى فيها خبرات متعددة ومتكاملة، بين الخبراء في القضايا العلمية ونظرائهم في القضايا الشرعية. ونصت الوثيقة على وجوب ضبط الاجتهاد بميزان الشرع والعقل معا، وألا يترك لغير المؤهلين والمتطاولين الذين يريدون هدم الثوابت بذريعة الاجتهاد والتجديد، محذرة من خطورة المساس بثوابت العقيدة والتجرؤ عليها، لا سيما في هذا الوقت العصيب الذي يمر به العالم، حيث تعمل قوى التطرف والإرهاب على انتهاز هذه الفرصة للترويج لشائعات التفريط بالثوابت. ودعت الوثيقة إلى تجريم الفتاوى الفردية لغير المتخصصين في قضايا الشأن العام، والعمل على توسيع دائرة الاجتهاد الجماعي المؤسسي، فيما شددت على ضرورة الاجتهاد العصري المنضبط وتعزيز ثقافته بين الشعوب والأمم، باعتباره ضمانة أساسية لإثراء العقل الجمعي بالتجديد المستدام، وحماية البلاد وشعوبها من الجمود والتشدد والشذوذ الفكري والسلوكي. وأكدت الوثيقة على أن الاجتهاد بمفهومه الصحيح، يبرز عظمة الشريعة الإسلامية ومرونتها وسعتها، ويعفي الأمة من فتاوى الجهال والمنحرفين، وعلى علماء كل عصر أن يجتهدوا لزمانهم في ضوء مستجداته الحضارية. وأجمع المؤتمرون على ضرورة إعداد جيل من العلماء والكوادر العلمية التي تدرك مقاصد الشرع، إضافة إلى ضرورة تفكيك خطاب التطرف والعمل على نشر سماحة الإسلام ووسطيته، مؤكدين على أهمية التجرد في الاجتهاد من أي ميول حزبية أو طائفية أو غيرها، مما قد يؤدي إلى تحريفه عن مساره الصحيح. وكان المؤتمر الدولي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، قد عقد جلساته على مدار يومين في العاصمة المصرية القاهرة، تخللها ثماني جلسات علمية بحضور دولي واسع، من علماء ومفكرين وكتاب وغيرهم من أهل العلم والثقافة.