روابط المواقع الالكترونية الرسمية السعودية تنتهي بـ gov.sa

جميع روابط المواقع الرسمية التابعة للجهات الحكومية في المملكة العربية السعودية تنتهي بـ gov.sa

المواقع الالكترونية الحكومية تستخدم بروتوكول HTTPS للتشفير و الأمان.

المواقع الالكترونية الآمنة في المملكة العربية السعودية تستخدم بروتوكول HTTPS للتشفير.

مسجل لدى هيئة الحكومة الرقمية برقم: 20240917927

التفاصيل

  • د. الشثري تحدث عن "مصادر التلقي وأثرها في حياة المسلم"

    الإدارة العامة للإعلام والإتصال المؤسسي
    حذر معالي المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور سعد بن ناصر الشثري، من أنه في عصرنا الحاضر وجدت مناهج تصد الناس عن الكتاب والسنة مرةً تزعم أن دلالة الكتاب والسنة ضنية وليست بقاطعة، ومرةً يشككون في السنة النبوية ويطعنوا فيها، ومرة يقومون بالطعن بعلماء الشريعة الذين ينقلون للناس دين الله، ومرة يتكلمون بالمصادر والأدلة التابعة. 
    جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها معالي الدكتور سعد الشثري، يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر محرم 1440هـ، تحت عنوان: (مصادر التلقي وأثرها في حياة المسلم)، التي نظمها فرع الوزارة بمنطقة عسير، ممثلاً بالمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بخميس مشيط، في جامع منيرة العيسى. 
    وقال معاليه: نحتاج إلى تصفية المصادر الحقيقة التي يجب أن نستند إليها، واليوم هذه الكلمات إشارة إلى ميدان من الميادين التي يحاول فيها بعض الناس الطعن في دين رب العزة والجلال، مشيراً إلى الأدلة الصحيحة وأولها كتاب العزة والجلال القرآن العظيم الذي هو كلام رب العالمين كما قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}، هذا الكتاب الذي قامت الأدلة على حجيته، وعلى وجوب الأخذ به، ومن ذلك أن الله عز وجل حفظه من التناقض والتضاد، فهو متسق على حال واحد يصدق بعضها بعضا، ثم إن هذا القرآن فيه إعجاز علمي في كثير من القضايا التي لم يصل الناس إليها اليوم كان القرآن قد تحدث عنها وذكرها وذكر تفاصيلها. 
    وبين معاليه: إن من ينظر في حياة الأمة يجد أنها متى عادت إلى كتاب الله، قويت وانتصرت على أعدائها، وأورثهم الله خير الدنيا مع ما ينتظرهم من خير الآخرة من علو منزلة في الجنة ورفعة درجة فيها. 
    وقال: أما المصدر الثاني من مصادر الشريعة المباركة سنة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ، وإن هناك من يحاول أن يشكك فيها وأن يتكلم في هذا المصدر العظيم من مصادر الإسلام، مشيراً إلى أن في كتاب الله آيات واضحة صريحة في وجوب العمل بالسنة، والأخذ بها قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، وقد أمر الله عز وجل بالاقتداء بهذا النبي الكريم والسير على سنته، كما قال جلا وعلا: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}. 
    وأكد معاليه أن هذان المصدران ــ الكتاب والسنة ــ متى رُجع إليهما صلحت أحوال الأمة واجتمعت كلمتها وتألفت قلوبها، كما قال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}، وأعظم طريق للسلامة من التفرق والتنازع، العمل بهذين الأصلين والرجوع إليهما والتحكيم بهما، ولذا جاء في النصوص أن الله عز وجل جعل المؤمنين يأتلفون ويتحابون ويتعاونون كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}. 
    وأضاف معالي الدكتور سعد الشثري: إن المقصود بهذين الأصلين العظيمين الكتاب والسنة عليهما معول الانضمام إلى دين الإسلام، فمعيار إيمانك هو مقدار تمسكك بهذين الأصلين الكتاب والسنة، وهناك من الأصول التي يجب الرجوع إليها، وهي إجماع الأمة، وخصوصاً علماء السلف من الصحابة والتابعين الذين أثنى الله عز وجل عليهم وذكر فضائلهم يقول الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ}، وهناك مصادر متتابعة لا زال العلماء يذكرونها ويستدلون بها، ومن ذلك أقوال الصحابة، والصحابة هم أهل العدل وأهل الفضل، وجاءت النصوص بالثناء عليهم وبيان مكانتهم العالية، فهم أعرف بالأحكام الشرعية، وهم شاهدوا مواطن التنزيل، ومن المصادر التابعة أيضاً سد الذرائع، وهناك من يحاول أن يشكك في هذا الدليل، بينما هذا الدليل مؤصل في الكتاب والسنة وقد قال تعالى: {تلك حدود الله فلا تقربوها}، لم يكتفي بالنهي عن إتيان الحدود بل تجاوز ذلك بالنهي عن قربانها، وهكذا استعمل القرآن والسنة سد الذرائع. 
    وقال معاليه: إن المقصود بالأدلة الشرعية التي جاءت بها الشريعة يجب الأخذ بها، ولا يجوز أن نترك مجال لأولئك الذين يشككوننا فيها ويحاولون أن يطعنوا في هذه الأدلة بحججٍ شتى وبشبهات مختلفة، وإذا نظرنا إلى هذه التيارات والفرق والجماعات المنحرفة عن هذا السبيل وجدنا أنهم يستندون إلى تفاهات، ومن هذا ما يسميه بعضهم بالعقل، ويأمرون الناس بترك الكتاب والسنة إلا ما يزعمون أنه العقل، وإذا نظرت وجدت أنهم لا يتفقون على مسمى العقل فعقل فلان لا يماثل عقل الآخر. 
    وأضاف : عندنا مصادر واضحة يجب علينا أن نجعلها الأصل في التلقي، ومن فضل الله عز وجل أن هذان المصدران محفوظان ــ الكتاب والسنة ــ ويميز فيها صحيحها من ضعيفها، ومن فضل الله عز وجل أن يجعل في الأمة علماء يقومون بإرشاد الخلق إلى دين الله، ويرشدوهم إلى الكتاب والسنة، ولا تخلوا الأمة من العلماء إلى قيام الساعة، فإن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين منصورين إلى قيام الساعة"، فالواجب الرجوع إلى هؤلاء العلماء والصدور عن أقوالهم وآرائهم كما أمر الله عز وجل بذلك، قال تعالى: {فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}. 
    وأكد معالي المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري ــ في ختام محاضرته ــ أن هناك من يحاول أن يستعمل أسماء براقة من أجل الترويج لجماعات وأحزاب لتروج على الناس فيدخل في نطاقها، ويضنون أنهم على طريق مستقيم وعندهم من المخالفات الشيئ الكثير، فليس العبرة بالاسم المجرد، وإنما العبرة بحقائق الأمور، الميزان والفيصل اتباع الكتاب والسنة.


هل كانت هذه الصفحة مفيدة؟

تم إرسال ردك بنجاح

ساهم بتقييم محتوى الصفحة

من فضلك أخبرنا بالسبب (يمكنك تحديد خيارات متعددة)

أنا
نسخة تجريبية