الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير البشر وسيد المرسلين، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد :

فإنَّ المساجدَ بيوتُ اللهِ تعالى في أرضهِ جعلها خالصةً له وحده، إذ يقول جلَّ شأنه:" وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا" وهي أحبُّ الأماكنِ إلى اللهِ تعالى وإلى رسولهِ عليه الصلاةُ والسلام، ففي الحديث الشريف عن المصطفى عليه الصلاةُ والسلام أن قال:" أحبُّ البلادِ إلى الله مساجدها .. " لأنها بيوت الطاعات، وأساسها التقوى، وإنَّ للمسجدِ أهميةً كبرَى فِي بناءِ المجتمعاتِ المؤمنةِ ونشرِ العلمِ والثقافةِ وتشييدِ صروحِ الحضارةِ الراقيةِ، لذلكَ كانَ أولُ عملٍ قامَ بهِ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بعدَ وصولِهِ إلَى المدينةِ هوَ بناءُ المسجدِ.

وقَدْ رغَّبَ الشرعُ الحنيفُ فِي الاهتمامِ بالمساجدِ ورتَّبَ علَى ذلكَ ثوابًا عظيمًا وأجرًا كبيرًا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم"  مَنْ بَنَى مَسْجِداً لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً فِى الْجَنَّةِ" ومنْ وجوهِ الإعمارِ الإعمارُ المادِيُّ، ويتمثلُ فِي بناءِ المساجدِ والعنايةِ بِهَا مِنْ صيانةٍ ونظافةٍ وغيرِ ذلكَ، وفِي هذَا الجانبِ ثوابٌ عظيمٌ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : "أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَ عَنْهَا بَعْدَ أَيَّامٍ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا مَاتَتْ. قَالَ:  فَهَلاَّ آذَنْتُمُونِى فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا"

وإنَّ من فضلِ اللهِ تعالى وتوفيقه أنْ وفَّق هذه الدولةَ المباركةَ المملكةَ العربيةَ السعودية تحت قيادةِ خادمِ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهم الله -  للعناية بالمساجدِ، وعمارتها على أفخم طراز، وأجمل بنيان، والاهتمام بها، والحرصِ على نشرِ الخيرِ، جعل الله ذلك في ميزان حسناتهم، ونفع بجهودهم.

ويأتي فرعُ الوزارة في الرياض ليعملَ جاهداً على تحقيقِ الأهدافِ، وإنجازِ التطلعات، ويمضي في تنفيذ الخططِ التي تخدمُ بيوتَ الله تعالى، والدعوةِ إلى الله تعالى بالحكمة والموعظةِ الحسنةِ، في طريق الوسطيةِ والاعتدال، والتصدي لأفكارِ العنفِ والتطرفِ، ونبذِ الغلو والزيغِ والإنحراف، تحت إشرافٍ مباشر، وتوجيهات نيِّرة من معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، بارك الله في جهوده، وأعانه وسدده، فلله الحمدُ والثناءُ والشكر أن هيَّأ لنا قيادة رشيدة تعمر مساجدَ اللهِ، إيماناً به ورجاءَ ثوابه، وترفعُ رايةَ التوحيد، وتدعو إلى الإسلامِ والسلامِ.

الشيخ / عبدالله بن نشاط السبيعي

مدير عام فرع الرياض