بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيماً لينذر بأساً شديداً من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسنا ماكثين فيه أبدا ..
وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيدنا ونبينا محمد الناطق بالهدى والبيان الذي بلّغ الأمانة وأدى الرسالة وعلى آله وأصحابه الغرّ الميامين ..... ثم أما بعد :-
فإن أعظم ما قُطعت به الأوقات وشغلت به النفوس في التقرّب إلى علام الغيوب هي الدعوة إلى الله فكم أصلح الله بها قلوباً وأنار بها أبصاراً، وأن الدعوة إلى الله رسالة الأنبياء والمرسلين وهي طريق النجاة وسبيل المصلحين، فلقد قال الحكيــــم العليـــــم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة البقرة.
وقال عزّ من قائل ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) سورة النحل
وقال اللطيف الخبير لعباده أهل الفضل ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) سورة فصلت .
فإن هذه البلاد بلاد التوحيد ــ المملكة العربية السعودية ــ منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ــ رحمه الله ــ وهي تعمل باستمرار نحو خدمة الإسلام والمسلمين ونشر الدعوة إلى الله وبناء المراكز الإسلامية والهيئات والمؤسسات الدعوية في جميع أنحاء المعمورة دعماً للمسلمين في كل مكان ونصرة لقضاياهم .
ومن ضمن تلك الجهود المباركة ماتقوم به وزارتنا المباركة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلةً في (( الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة )) من جهود عظيمة جليلة خدمة للحجاج والمعتمرين وزوار مسجد النبي المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وسلم.
فمن قدوم الحجاج إلى هذه الأراضي المباركة يجد الموجه والداعية والكتاب والنشرة التعريفية بأحكام أداء العمرة والحج بجميع اللغات مروراً بالمواقيت المنتشرة التي وقّتها النبي صلى الله عليه وسلم والمدعومة بمجموعة من الدعاة والوعاظ والكتب والنشرات بجميع اللغات، وهذه الكبائن الدعوية المنتشرة في ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي وعلى جميع مداخل ومخارج المشاعر المقدسة يباشر بها وفيها دعاة إلى الله عز وجل مميزين في أدائهم ومكانتهم ورسالتهم على مدار الساعة طوال العام .
وهذه اللجان العلمية التي تؤدي جهودها على مدار الساعة طوال العام للإجابة على الاستفسارات الشرعية للحجاج والمعتمرين والتي تضم كوكبة مباركة من ذوي المكانة العلمية .
نسأل الله أن يبارك في جهود الجميع وأن يجزي معالي الوزير ــ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومعالي نائبه ، على دعمهما المتواصل للأمانة في شتى المجالات مما كان له أطيب الأثر في نفوس الجميع . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ،،،
المزيد